حَيَاتُنَا نَمْضِي مَعاً ،إلى الهُدى عَبرَ الزّمَن، حياتنا أمَلٌ مُضِيء.

الأحد، 25 سبتمبر 2011

عَلى أملْ اللِّقَــاء



تُداعِبُني نَسماتُ الصَّباح الجَمِيلة كلَّ يومٍ هُنا
تَمامًا كَمَا الآن
رُغمَ أنه صَباحٌ مُختلفٌ كُليًا.
هُنا أرَى جَميعَ أحْلامي ،وأعَيشُ أعْذَب لَحظَاتي بِجِوَارِ أمّي
هُنا بهذهِ الغُرفة قَضيتُ أرْوعَ اللّحظاتِ مَعهَا
هُنا كُنّا نتبَادلُ أحْداثَ الأيّام مَعًا
هُنا تَبادلنَا أخْبَار بِلادِنَا
هُنا حَدّثت أمي عَنْ جُزءٍ مِنْ عَنائي
وحمّلتُهَا ثقلًا فَوقَ مَا عَليها ،هُنا بَادلتنِي الضّحِكَات والبَسَمَات
 والدُّمُوع عَلى حَال أمتِنَا وما يَحدثُ بِبُلدنِنَا العَربيَّة
وبسُوريَّا الحَبيبة عَلى وجْهِ الخُصُوصْ
في هَذهِ الأيّام الجَميلة التِّي قَضيتُهَا هُنا مَعَهَا ومَعْ والدِي وأخِي الصّغير
شَعُرتُ بأنِّي اسْتَنشقتُ عَبقَ الحَيَاةِ مِنْ جَديدْ
أتيْتُ إلى هُنا مُحمّلًا بِهُمُومي وهُمُوم أوطَاني وأوجَاعِه
ومعِي تَباشيرُ الفَرحِ ببدَاية ما حَقّقناه مِنْ نَصرٍ بوَطَنِنَا الغَالِي

كُنتُ سَعيدًا قَبيْلَ قُدُومِي إلى هُنا بِقَدرٍ لا حَدَّ لهُ
لدَرجَةِ أنّنِي كُنتُ أشعُرُ بِمُتعةٍ بدَلَ العَناءِ فِي رِحْلَتِي وفِي الإنتهَاءِ منْ أوْرَاق سَفَرِي
الذّي طَالَ عَنَائِي مِنْ أجْلِهِ عَامينِ تَقْريبًا
ورُغمَ الحُزن الذّي اعْتَرَانِي ولَمْ يَترُكنِّي حِينَمَا غَادرتُ وطَنًي قَادمًا إلى هُنَا
إلا أنّي كُنتُ أطَيرُ شَوقًا إلى الأحْبَابَ ومَا تَفكرتُ بتِلكَ اللّحَظاتِ التّي سَأودِّعُ بهَا أحْبَابِي وكَأن لِسَانَ حَالِي يُردّدُ مُنذُ أتيتُ " لنْ أتْرُكَكُم مَرَّة أُخْرى "


لا أعْلَمُ كَيفَ سَأسمحُ لِنَفْسِي بِأنّ تُودِّعَ أمِّي الحَبِيبةَ وأبِي الغَالي مَرْة أُخْرى
 لا لا ، كَيفَ سَيَحدُثُ هَذا !
دَعِينِي أمِّي بجِوَارَكِ ،لا تَتْرُكنِي أبِي ،أشتاقُ  إليكُمَا كَثِيرًا
ولـ نَصَائحكَ أبِي الصَّادِقَةَ لِي ،ولحَنَانِكَ وعطفَكِ أمِّي
رَافقِينِي أمِّي أحتَاجُكِ بِجِوارِي دَائمًا ،كلَّ لَحْظةٍ فِي غِيَابك عُشتُهَا بِألَمْ
كُنت أرَى بَعضًا مِنْ أصْدِقائِي الذِّينَ حَالهُم كمَا حَالِي
بُعَيدَ مُدةٍ قَصِيرةٍ رآضِينَ عَنْ غُربَتهِم وبُعْدهِم عَنْ أحْبَابهِم
ولسَانُ حَالهِم" عَلَى هَكَذَا تأقلَمْنَا "

ولكنِّي مَا استَطَعتُ أنْ أتَأقلمَ أمَّآه !
أعْلَمُ أنكِ تَتَألّمِينَ لرَحِيلِي ،وبِطَلَبِي الذِّي أُكرّرُه لكِ " رَافِقيني أمِّي أرجُوكِ "
ولكنِّي أعْلمُ جَيدًا أيْضًا عَدمَ اسْتِطَاعَتكِ عَلى ذَلكَ
وإلّا فَـ لَنْ تَردِّي لِي مَطْلبًا أبدًا


أمِّي ، فِي بُعدِي عَنكِ عَلمتُ جَيدًا قَدْرَ حَاجَتِي إليكِ ولأبِي العَزِيز
عَلمتُ كَيفَ هِي الحَياةُ مِنْ دُونكُم ، لا طَعْمَ لَهَا ولا لَونَ ولا رَائِحَة
عَلمتُ كَيفَ يَكونُ عَناؤكُم مِنْ أجْلِي ومنْ أجْلِ أخْوَتِي
عَلمتُ قَدرَكُم الذِّي لَنْ يَعلَمهُ إلّا مَنْ ذَاقَ طَعمَ البُعدِ عَنْ أبَويهِ أعْوَمًا.

أبِي ، كَلمَاتُك بأكْملَهَا فِي صدْري وأمَامَ نَاظرَيَّ
ولنْ تَغيبَ عَنّي أبدًا تِلكَ الكَلمَات
سَامحْنِي أبِي أرجُوك عَلى كُلِّ تَقصِيرٍ حَدَثَ مِنِّي بغَير قَصْدٍ
بَحقكَ أو بِحقّ نَفْسِي التِّي هِي جُزءٌ مِنكَ ، وكَانَ سَببًا فِي حُزنكَ ولوْ لِـ لَحْظَةٍ
أعْلمُ أنكّ لَستَ غَاضِبًا مِنِّي
ولكنّي سَأظلُّ أرْجُوكَ بأنْ تُسَامِحنِي أبِي لأنّي أعْلَمُ جَيّدًا حَجْمَ عَنائِكَ منْ أجْلِي
ولنْ أسَامحِ نَفْسِي عَلَى أيّ حُزنٍ لكَ كُنتُ أنا سَببهُ فِي أيّ لحْظَة منَ اللَّحَظَات
ولكنّي أعِدُكَ أبِي بأنّي سَأحَاولُ جاهدًا إسْعَادَكَ أنتَ وأمِّي بِعَونِ الله لِي إنْ شَاءَ.


فِي جُعْبَتِي الكَثيرَ والكَثيرَ لأقولهُ لكَ أمِّي ولكَ أبِي
ولكنِّي لا أودّ أنْ أُشعِرَ نَفْسِِي الآن بأنِّي أودِّعَكُم
فأنتُم بفَضلِكُم فِي قَلبِي وبِجِوَارِي بَدَعَواتكُم الصَّادقة التّي لَولاهَا لمَا عِشتُ لَحظَةً بهَذهِ الدُّنيَا التِّي لَولاهَا لمَا سِرتُ كَمَا أسَيرُ ولَمَا ابتَسَمتُ كَمَا أبتَسِم
ولمَا وُفِّقتُ كََمَا أوفَّقُ بَعدَ مَشيئة الله وكَرَمِه لِي
الذي لَو عِشنَا جُلّ عُمرِنَا نَعْبُده ، نَشْكُرهُ لمَا عَبدْنَاهُ حَقَّ عِبَادَتهِ ولَا شَكَرنَاهُ حَقّ شُكْرِِهِ .

أنتُمْ مَعِي وفِي قَلبِي بكلِّ كَيَانِكُم ،لنْ أودِّعَكُم سَأعِيشُ عَلَى أمَلِ اللّقَاءِ بكُم
صَباحُ الَمحبّة لَكُم

(مِنْ قَلبي أحِبُكُم)

السبت، 6 أغسطس 2011

البَقَاءُ لله



سُبحَانَ الله ما شَعُرت بالألَم هَكَذا مِن قَبْل،هُو حُزنٌ يُخَالطَه ألَم
رُبمَا عَلى نَفسِي عِندمَا رَأيتُ عِظمَ شَأنِ هَذا الرّجُل عِندَ الله

انتَهَى مِن أدَاءِ العُمْرة 
وانهَتْ مدة زِيَارَتِه لبَيْتِ اللهِ الحَرَام
كَانَ بتِلكَ الأيام يَرجُوا الله ويَتمَنّى 
عِندَمَا تَسْمَعُ أذناهُ المُنَادي يُنادِي في بَيْتِ الله الحَرَام
"الصّلاة عَلى المَيّت"
ولا نَدْرِي مَا كَانَ يَرجُوهُ مِنْ خَالِقِهِ

وعِنْدمَا حَانَ وقتُ الرّحِيل مِن مَكّـــة
أبى الله إلّا أنْ يُحَققّ لَه ما تَمنّى
فَ قُبضَت رُوحَه يَومَ الجُمعَةِ في أطهَرِ بُقعَة،ولَقيَ الله وهُو صَائمٌ في شَهْرِ الصّوم
صَلّ عَليه عَددٌ لا حَصْرَ له في بَيتِ الله الحَرام
وكانَ الحَرمُ مُمْتَلِئًا شَابَه تِلكَ اللّيالِي الزّوجيّة فِي نِهَاية هذَا الشّهْر الفَضِيل
كَانَ المَكانُ المقَررُ لدَفْنهِ خَارجَ حُدودِ الحَرم
وسُرعَان مَا أتَت مَشيئةُ الله وأبَت إلّا أن يُدفَنَ بجِوارِ بَيْتِ الله الحَرَام


أيّ شَأنٍ شأنُ ذَا الرّجُل ..!
كَانَ عَليْنا أنْ نَحزَنَ منْ أجْل أنفُسِنَا و ربّي لا مِنْ أجْله ~

تَواضُعهُ ذاكَ الرّبّانِي وابتِسَامَتهُ تِلكَ الجَمِيلَة الهَادئة لا يُفَارقانِ ناظِرَيّ
لَيتَني كُنتُ بَعِيداً عِندَمَا وضَعُوه تَحتَ التّــرَاب


رَحِمَكَ الله والدِنَا العَزيز (د.عُثمَان الشيخ) وأسْكنَكَ بأعْلَى عِلّيين
طابَت نَفسُكَ فَ هَنِيئاً لكَ
ونَسْألُ الله أنْ يَرحَمَنا ~

مِنّي التّعَازي إلى نَفْسِي 
و لـ عَائلتِي ولـ جَمِيع أفْراد"عَائِلَة الفَقِيد الكَريمة"
لله مَا أخذَ ولَهُ مَا أعْطَــى
وكُلٌ عِندهُ بأجَلٍ مُسَمّى 
فلتصْبِرُوا ولتَحْتَسِبُوا

الجمعة، 5 أغسطس 2011

29 يوليو ( جُمعَة الوِحْدة الإسْلَاميّة )

ما زال ذاكَ اليوم عالقاً بأذهان الكثير من الناس ،بل وبألسنتهم ،وكل من أراد أن يُسميه، أسماهُ بما شاء، ولذا أسيمتُه أنا (جمعة الوحدة الإسلامية)، وكلٌ يفسر ويحلل ما حدث في ذلكَ اليوم كما يوحي إليه إنتماءه، دونما إجهادٍ للعقل ليشارك الفكر في التحليل ،وهذا ما اكتشفته عندما حاورت وسمعت الكثيرين وهم يوضحون رؤيتهم، ويلقون بتحليلاتهم تلك ،التي بدت وكأنها بريءة منهم،لست هنا بصدد الدفاع عن جماعة أو حزب ،فطريقتي الفكرية هي ميزان اعتدالٍ ،أرى الحق أو الصواب بأي طرفٍ كان فتلمحه عيني فأفصح به، وكذلك الخطأ أياً كان وأنّى كان، فلا تقودني عواطفي الفكرية إلى حيث أنتمي أو يميلُ فكري، مع إيماني الكامل باختلاف الرأي، بما يتفق مع العقل والفكر ،لا الفكر دون العقل.

ما حدث في الجمعة الماضية،هو أثباتٌ بسيط لمدى حدود التيار الإسلامي في مصر، ليظهر بشكله الطبيعي، بل الأصح بصورة مصغّرة من شكله الطبيعي، لترى الأجيال التي عاشت عهد الطغاة ولم تلمح ظهور هؤلاء، حيث امتلأت بهم المعتقلات، حجم تلكَ الفئة أو ذاكَ التيار المناهض الذي حارب من أجل الحقّ عشرات السنين، وكان يقفُ سداً منيعًا يفتدي كُلّ ما كانَ خلفه، لترى الأجيال تلكَ الفئة المستصغر والمهمّشة، والمحجوبة عن الساحة في العمل السياسي والدعوي ،بل وفي كافة المجالات.
ليرى هؤلاء (ما يُسمونهم بالنّخبة) أنّ التيار الإسلامي جزءٌ لا يتجزء من الشعب المصري ،وهو  يُمثل الجزء الأكبر في مصر.
ربما من كلامي سيتضح للقارئ أني أقف موقف المنحاز لفئة بعينها،ولا ضير في ذلك فلا متحدٌث عن فكرٍ آخر إلا وسيتّهُم بالإنحيازية لفكره،حتى وإن كان الحق معه فيما يقول.

تدافعت الأراء الناقضة والمهاجمة للإسلاميين لما رفعُوه من شعارتٍ إسلامية تنادي بتطبيق الشريعة ،والفصيل الذي أخذ القسط الأكبر من المهاجمة وكالعادة هم -الدعوة السلفية- وهذا واردٌ لا محالَة منه،فما رأوه من مشهدٍ غير مسبوقٍ من حضورٍ لمنتمي الدعوة السلفية واضح وحشد غير معتاد بالميدان منذ انطلاق ثورة 25 يناير، لا شكّ أنّه لن يترك أفواههُم صامتة ولن يترك تلكَ الجمعة تمر كما المعتاد، ومهاجمي الإسلاميين ليسوا بالفئة الكبيرة ربما، ولكنهُم من يسيطرون على الإعلام الحكومي والكثير من الخاص ،فحدثَ ما توقّعته تماماً..
بدأ الإعلام يبثّ سُمّه المنتهي مفعوله منذ النظّام السابق، حيث ظهر لنا الصّادق و الكاذب والأحمق والحرّ والعبد منذ سقوط المخلوع حسني مبارك .
دعاوي ليست بغريبة من أمثالهِم، الإسلاميون استولوا على الميدان، السلفيون رفعوا شعاراتٍ لم يُتفق عليها من قبل، انسحَبت أحزابٌ كثيرة بسبب الشعارات التحريضية على العلمانيين من قِبل السلفيين، الإسلاميون تركَوا ميدان التّحرير متسخاً، وإلى آخره من تلكَ الإدعائات الساذجة.

فالإسلاميون لم يستولوا على الميدان وتركوا من يؤيدّ البقاء أن يبقى مهما كانت مطالبه ومهما كانت شعاراته، دونما تحريض على حد قولهم، وتركوا من يودّ الإنسحاب أن يمضي كما شاء، وظهر هذا جلياً عندما قررت الأحزاب العلمانية الإنسحاب من الميدان، وظهرت أعدادهُم التي كانت لا تمثّل شيئاً مقابل الملايين من الإسلاميين، وحقيقة هذا سببُ تركهِم للميدان.

أما ما رُفع من شعارات أياً كانت، هي لم يتفق عليها من الأصل كما زعموا ،ولو اعتبرنا أنهُم اتفقوا على شعارات معينة ،بمطالب الثورة الهامة على حد قولهِم، كيف تُحكَمُ عواطف المتظاهرين ؟!
كيفَ نتّهم فئة بأكملها -هذا إن كان هناك اتفاق على سبيل الإفتراض- وليس بإرادة مسؤوليها أن تحكم تلكَ الفئة ؟ وهي فئة كبيرة جداً من الشعب ليس لها تنظيمٌ ولا وإدارة بشكل أوضح، فالدعوة السلفية على سبيل المثال منهج، تيارٌ كبيرٌ جدًا، وليس بحزب ولا بجماعة تنظّم تحرّكاتها وتُرسَلُ ترتيباته للأعضاء، وإن كان لهُم حزبٌ فهو ما زال حديث ولم يحوي ولن يحوي تلكَ الأعداد الهائلة ولا حتى عُشرها،

وانتهزوا الفرصة عندما رأو عددًا من الشباب لا يتجاوز أصابع اليدْ، مِن مَن كانوا في الميدان يرفعون رايات كتبت عليها كلمة التّوحيد، وقالوا بأن هذه أعلام السعودية، ولو افترضنا بأن ما رفعه هؤلاء الأشخاص هو بالفعل علم السعودية ،هل هناك أدنى شك بأن تلك الشعارات لم يُتفق عليها من قبل التيارات الإسلامية وأن هؤلاء المشايخ الفضلاء الذين معظُم منتهجي نهج الدعوة السلفية ينقادون خلفهُم ليسوا على درايةٍ بما يحضّره هؤلاء لتلكَ الجمعة إلا عندما نزلوا إلى الميدان ورأو بأعينهِم أو بعد انتهاء تلك الجمعة عن طريق هذا الهجوم ؟
ليس هناكَ أدنى شك بأن ما حدث لم يكُن في الحُسبان، فطيف الدفاع عن الشريعة الإسلامية مرّ على هؤلاء من قبل بعض الإسلاميين وهم من التيار الإسلامي بأجمعه، الذين أطلقوا على تلكَ الجمعة -جمعة الدفاع عن الشريعة الإسلامية- في بعض مواقع التواصل الإجتماعي ومن بعض الدعاة الذين لا يتحدّثون بإسم تلكَ الفئة، فخرجت الملايين وأكاد أجزم أنّ عددا كبيرٌ منهُم لا يعي في السياسة شيئًا، وكان سببُ خروجه -الدفاع عن الشريعة الإسلامية- كما سمع من الآخرين وما تناقلوه بوسائل الإتصال.
أما ما اتفق عليه جميع ممثلي الفئات الإسلامية مع الأحزاب الأخرى هي مطالبُ الثورة واتفق على تسمية تلكَ الجمعة بجمعة -الإرادة الشعبية-أو الوحدة.

وأنا لا ولن أكون ضد ايٍ ممّا حدث بتلكَ الجمعة، مهما كان ،بلْ على العكس تمامًا ،مادامت هذه الإرادة، إرادة من نزلوا، وهذه قوّتهُم ،وهذا اختيارهُم وتلكَ شعاراتهُم-

أمّا من وضعوا كلمة التوحيد على علم مصر، ربما يكونُ غريبًا بعض الشيء فكرة أن يغّير في مظهر العلم، فالأفضل لمن كان يود رفع العلم أن يرفعه كما هو ،ولمن أراد رفع راية التّوحيد أن يرفعَها بفردها، ولكن التّغيير هُنا كان أن كُتب -لا إله إلا الله محمد رسول الله- لم يكتب اسمه لكي ننتقده، هي كلمة التوحيد ورُفعت، مهما كان شكلها،لنا العزة بها.

أما بقية الشعارات الإسلامية فَ أنا معها وهذا من حق كلّ مصري في الميدان أن يُطالب بما شاء ،بكلّ تأكيد سيبادر في ذهنك الآن ، بأن هذه الجمعة سميّت بجمعة الوحدة ..!
أقول لكَ أيها الفاضل مهما فعلنا لن نستطيع أن نتوحّد مع فئة تُحكّمُ قوانين بشرية في مسيرتها السياسية، وتتركُ قوانينَ شرعها ربُّ الكون، لن نستطيع التّوحد مع فئة شعارها -أنت حر ما لم تضر- لن نستطيع الإتفاق مع قومٍ يطبّقون فكراً غربياً بحت ،التقطوه من هؤلاء الحثالة الذين يدّعون الحرية والديموقراطية ،وهم يكفرون بهما ليلَ نهار، هؤلاء الذين يرونهم عبيداً لإسرائيل، ولا يفيقوا من غفلتهِم.

ما هِي تهمتهُم ؟ أن رفعوا كلمة التّوحيد وشعارات تدعوا لتطبيق الشريعة ..!
عجباً لمسلمٍ يُنكرُ على أخاه المُسلم أن يَرفعُ كلمة التّوحيد ،أياً كان شكلها ،حتى وإن كانَ الوقت غير مناسب لذلك !
أين ذهبت عِزّتنا،ليتَ شعري لو كان عمرُ بن الخطاب بيننا،ماذا سيكونُ قوله ؟! 
ما  أظنّه سيقُول : أنزلوا تلكَ الشّعارات ،هل نسيتُم أن معكُم في الميدان نصارى ..؟!!  يآ للخيبة 

وإنْ كانت كلّ هذه الشوشرة الإعلامية وهذا التشويه المقصود يحدثُوا من فصائل علمانية ،فذا ليس بغريبٍ منهُم أبدًا، أمّا مايُؤسِف ويولّد في النّفس الحسرة، من يُهاجمونَ فصيلاً إسلاميًا وهُم يُحسَبُون من التّيار الإسلامي أيضًا ،كأنهم يقولون للعلمانيين ،نحنُ معكم ،ما تقولونه بحقّ التيار السلفي صحيح، لمَ تلك الفُرقة ؟
باتوا يدافعون من منطلق فصيلهم، ينتقدوا الآخر لمجرد أنه يؤمن بفكرة مختلفة ،يآ للعجب ! وكأنّ جماعته تلكَ أو فصيله معصُومٌ والبقية هُم المُخطئون، بلْ كأنّه وُلدَ واختاره الله ليكونَ في ذاكَ الفصيلِ  عن غيره وهو الطاهر النقي ،الوسطي ما شاء الله لا قوة إلا بالله،
ولا يرتاحُ له بال حتى يخطّئ هذا التيار الفلانيّ بأكمله بل ويذكرُ إسمه وهو يتحدّث عنه ،هؤلاء الفلانيين فعلوا ،هؤلاء قالوا ،نحنُ لم نفعل،هم من بدأوا، سبحان الله كأنهُم على ديانة غير ديانتهم، 
والله ما رأيتهُم يفعلونَ ذلك مع من يَسبُّون زوجُ رسول الله (صلّ الله عليه وسلّم) ويلعنُون أبا بكرٍ وعمر ليل نهار، من حرّفوا القرآن، من استباحوا الدّماء وقتّلوا واغتصبوا ومثلّوا بأجساد الأطفال قبل الرجال ،من عاونوا القتلة الفُجّار منهم في قتل أهل السّنة كما في سوريّا الآن، بلْ هُم من يدافعُون عنهُم، ولا حول ولا قوة إلّا بالله.

لمَ لا نكُونُ جميعًا (الفئات الإسلامية) يدًا واحدة، لمتى سنظلّ هكذا، نخطّئ بعضنا ؟! لمتى ؟!!

كفى .. دعوكُم من تلك الفرقة المذمومة، ومن تلك التّسميات الموهُومة، 
أنت مُسلم وهكذا سمّاك خالقُكَ {هُوَ سَمّاكُمُ المُسْلِمينَ مِنَ قَبلُ} ،لما فرقتنا تلكَ المسمّيات ؟! نحن نهجنا واحد ومطلبنا 
واحد، رضى الله سُبحانه وتعالى أولاً قبلَ كلّ شيء، في جميعِ أمورنا وأنْ نسير على هدي الحبيب المصطفى، لا تبهرنا تلك المناصب الدّنيوية !
نحنُ جميعًا كتيّارٍ إسلامي لا نُريد حُكمَ الجاهلية ،نريدُ حكم الله ،ومن أحسن من الله حُكماً ؟
{ فَلَا ورَبّكَ لا يُؤمِنُونَ حَتّى يُحكّموكَ فِيمَا شَجَر بَينهُم،ثمّ لا يَجِدُوا فِي أنفُسِهِم حَرجًا مِمّا قَضيْتَ ويُسَلّموا تَسْلِيمَا }
إن كانت ستفرقنا تلك المسميات وتلك الجماعات، فسحقاً لها، نحن أهل سنة ،والإختلافُ باقٍ حتى قيامٍ السّاعة، ألا ترى أنّ في تلك الفرقة عدمُ إيمان ٍبالإختلاف ?!
لا شكّ أنّ هُناك أمورٌ مسلمٌ بها ولا يَصحّ أن يكُون عليها اختلاف، ولا يُخالف فيها إلا المبتدعة من المسلمين،رغم أن هناك تنازلاتٌ من البعض لا توافق منهاجنا وعقيدتنا بكلّ تأكيد ،علينا أن نرد تلك الأمور إلى الله ورسوله {يا أيّهُا الذّينَ آمنُوا أطِيعُوا الله وأطِيعُوا الرّسُولِ وأولِي الأمْرِ مِنكُم فَأنْ تَنازَعتُم فِي شَيْءٍ فردّوهُ إلَى الله والرّسُولِ إنْ كُنتُم تُؤمِنُونَ بالله واليوم الآخر،ذلكَ خيرٌ وأحسن تأويلا}
أما أن تظل بعض العقول وخصوصًا من شبابنا ،ترى أن من يختلف بفكره وهو إخلاف حول بعض الفروع لا الأصول ،ترى أنه إنسان مُخطأ جاهل  !
هذا سبب ضعفنا ،الإختلاف باقٍ حتى قيام الساعة ،ويجب أن نسلم بذلك.

سعيد جدًا جدًا بتلك الجمعة الإسلامية الرائعة الملفتة للأنظار الليبرالية،هذه التي أظهرت حجم كلّ حزب وكلّ تيار ،وكل فصيل بشكلٍ واضح لا جدلَ فيه،وبات كلّ فصيل يعلم جيدًا حجمه وقدره، اؤيد بكلّ قوة أي شعارات إسلامية ولن أكون ضد أي شعارٍ إسلامي يومًا مهما كان السبب.
أرى أن تلك المليونية حققت مرادها بشكل كبير ولله الحمد.

ختاماً لا ننسى أننا بدولة إسلامية ،ومن حقّنا أنْ نطالبَ بما نشاء، وهذا لن يضرّ بمن يعتنقونَ غير الإسلام، فَ ديننا يحفظُ للأقليّات حقوقها ولا يهمّشُها أبدًا بل هو دين الرحمة بكلّ الأديان، وهم يَعلمون هذا بأنفسهِم جيداً.

أُوجّه تحيةً منّي خالصة،ومحبةً من قلبِي صادقة إلى كلّ فصيلٍ إسلاميّ سُنيّ حُر،
ورسالتي إليهِم جميعًا .. أنّه لا رُقيّ إلا بكُم ولا نصرٌ من غَيرِ توحّدكُم.

دامت أرضِ الكنـانة عزيزة بِ شعبها الحُر الأبِيّ
دامت الوحدة الإسلامية.


حُرّر في3/8/2011

الاثنين، 25 يوليو 2011

صَرخَةُ وَطَن



أشْعُر بِخَيْبة أمَلٍ ممّا يِحدُثهُ الظُّلامُ
بِبُلدَانِنَا العَرَبِيّة
كيفَ تَطاوعُهُم أنَفسُهُم على ذلِك..!

امتلأ قَلبي حُزناً وألمَاً
صَار يُرافقُني الخَوفُ ليلَ نهار
لا أعَلم لما..!
رُبما دَوامةُ خوفٍ على ما تَبقّى مِن الأوْطَان
أخبارٌ تَدمَعُ لَها العَين وتَتَقطّعُ لهَا الأفْئِدة ~


طِفلٌ يَتألَمُ يَتَحدّث


وطني لَمْ يَعُد يَتحَمّل كلّ هَـذا
لِمَا تَفعلُون بِـ وطَنِي كُلّ ذلِك
أيكُونُ هَكَذَا جَزُاءُ الوَطَن؟!

وطَنِي يَصْرُخُ يَستَنجِدُ يَسْأل :
لمَ يا أبنائِي تَقْتُلُونَ أبنَائِي ؟!


لمَ لا تُجِيبونَهُ لمَ ؟!


ألسْنَا جَمِيعَاً أبْنَاءُ وَطَنٍ واحِد ؟!
ألا يكُونُ وطني وَطَنكُم أيضَاً أيها القتلة ؟!
أمْ أنا مُخطِئٌ في ذلكِ..!
ألستُم تَنتمُون إلى هذا الوطن مِثلَ ما أنتمي إلَيه تمَاماً..؟!
أمْ حُبّ النّفسِ والمَال جَعلَكُم تَنتمُونَ إلى حُكّامِكُم لَا غَيْر؟!

أنتُم أيها المَرضَى العَبيد 
أما آن تكونُوا أحــــــرارًا
قبلَ أن تُقبَضَ أروَاحُكُم وأنتُم عَبيداً لـِ غَير الله ؟!
أما آن أن تكونوا عَبيداً لله وَحدهُ ..!
أما اكتفَيتُم عُبودِية وانقياداً لـ غَيرِ الله ؟!
أمْ هِي (عُبودِيةُ البَشَرِ) تَجْري فِ العُروقِ مَجْرى الدّم؟!
إلى مَتَى سَمعًا وطَاعَةً للفُجّار ؟!
أمَ اكتفيتُم ذِلةً وخُضُوعاً وهَواناً ؟

أيّ عُبودية تلكَ التي تُجبرُ صَاحِبها عَلى إغْضَاب الخَالِق سبحانه
أيّ عُبودية تلكَ التي تُجبرُ صَاحِبها عَلَى اسِتباحة دِمَاء الأبرياء، بَلْ دِمَاءُ أبنَاءِ شّعْبِه
أي عبودية تلك التي تحمل صاحبها على إفسَادِ وَطَنه وتدميره ؟!


سُبحانَ مَنْ يَهِبُ العُقول لِـ مَن يَشاءُ
و يَنتزعُها مِمّن يَشاء ،،!


ولكنّي أخبِرُكُم أمرًا لَنْ أستَسْلَمَ مَهْمَا كَـــان
وطَنِي نَادَى ولَنْ أترَاجَعَ
سَأفتَديهِ بِكُلّ مَا أملُك
سَأفتيدهِ بجَسدِي ورُوحي ودَمِي



و نِهَايَتكُم يا قَتلَة الأبرِيَاءِ أنتُم وكُبَرَاءكُم بَاتَت قَرِيبَة
ومَصِيرُكُم إلى جَبّار السّماواتِ والأرْض
لَنْ تَفلِتُوا من الحِسَابِ ورَبّ الكَعْبَة
سَـتقفون بينَ يَدَي خَالِقِكُم عُرِيّا
وسَتُسأَلُونَ عَنْ كُلّ رُوحٍ زُهِقَت
عَنْ كُلّ طفلٍ يُتّمَ
عَنْ كُلّ امرَأة رُمّلَت

عَنْ كُلّ جُرحٍ مازَالَ يَنزِفُ دَمَاً
سَأقاضِيكُم أمَامَ الله
وعَنْ حَقّي لَنْ أتنَازَل


وتأكّدُوا أنّي مُنتَصِرٌ لا مَحَالَة

الأحد، 17 يوليو 2011

هو رُكنُ إيمـــانٍ



يَمـــرُ الإنسانُ في دُروبِ حَياتهِ بـ مَحطاتٍ صَعبة
تحزنه - تؤلمهُ - تفقده الرُّشدَ والصواب
بل ويَكادُ يموتُ قهــراً
من تلكَ الأقدار التي كتبَها ربُّ العِـــــزة له 

فقط ينظرُ إلى ظَواهِر الأمُـــــور
و لا يُبصـِــرُ ما وراء ذلك من حِكمٍ لـربٍ لا يَضلُ ولا يَنسى

يَرى أنه يَستحقُ أكثرَ مِمَا أعطــــاهُ الله
و بهذا يَظنُّ أنه يَـرى الأفضل لنفسهِ 

صَحيحٌ أنكَ تَــــرى.!
ولكن الله أفضلَ منكَ يَــرى
وهو من جَعلك تَــــرى

هو اختارَ لكَ ما يَـــــرى
أتود أن تختارَ أنتَ ما تَـــرى ؟!!

إن كُنتَ تودُ ذلكَ
فاعلم أنكَ هُنا تحتاجُ لوقفةٍ مَع النفسِ
اعلم انكَ لم تُحسنِ الظن بـالله الذي خَلقك
و الذي يَعلمُ أيُ الأمُـــور أفضَل لكَ

قد يُعطيكَ الله القليلَ فتحـــزَن
ولكنهُ كَتبَ لكَ القليلَ بهذهـِ ليرفعكَ بأخْرى

وقد يُعطي الله الآخرينَ أكثرَ مِنكَ فَيفرحُـوا
ولكنهُ كتبَ لهُم العُلو في هذهِ ليُوقِعَهُم فِي أُخرَى وهُم لا يَدرُون

فـ يَــا مَن كتب الله لك القليل
أبداً لا تَحْـــــزَن
بل أفرَح باختيَارِ الله لكَ
 هو أعلمُ بحَالكَ
هو أرحمُ عليكَ من أمكَ

ويا من كتبَ الله لهُ الكثير
لا تَفرَح كَثيراً 
فَقط ابتَسِم وقُـــل
"الحمـدُ لله" 
واسْألِ المَولَى أن يَكتبَ لكَ الخير دَائماً
ولا أقصدُ بالخيــرِ هُنا - الكثير - 
لا 
فالكثيرُ لا يَعني الخيرَ في كُلِّ أمْـــر ~

الأحد، 10 يوليو 2011

وحَانَ الرّحِيل


سَاعَاتٌ وتُفَارقُ النفّسُ أرضَ الوَطَن
سَاعَاتٌ ويُغَادُرُ القَلبُ أرضَ الدِّفئ والحَنَان

أقِفُ الآن حَائِرَاً
فَهُوَ رَحِيلٌ تمَناهُ القَلبُ مُنذُ أمَد
ولَكِن حِينَ آنَ الفُرَاق
أبَتِ النفسُ إلا أنْ تَذرِفَ الدّمْعَ
أجدُهَا تَتَشَبّثُ بالبَقَــاءِ


كَيْفَ لَا
فـ مَا أصْعَبَ وأقسى على النفس أنْ تُفَارقَ الوَطَن


كَيْفَ لا
وقَد تَذوقت النّفسُ طَعمَ الغُربَة
وبَاتت تَعرفُ جَيداً مَعنَى الحَنين والشّوق


كَيفَ لا
وهُنا هَامت النّفسُ تَعشقُ تُرَابَ الوَطَن
هُنا رَأت بِقربٍ كَيف يَكونُ الجَمَال
جَمَال الوَطَن

كَيْفَ لَا
وهُنا عَلِمَت النّفسُ كَيفَ تَسْعَى للخَيرِ وتَحيَا  بالأمَلْ


هُنا دَبّت الرُّوحُ فِي الجَسَد بَعدَ غُربة أعوامٍ
تاهـَت فِيهَا الحَيَـــاة
بَلْ تَاهَ فِيهَا العُمْر


آهٍ يَا نفسُ كَم تَذوّقتِ طَعْمَ الغُربَة أعْوَاماً وأعْوَاماً
وكَان الأمل كُل الأمَل فِي العَودَة إليْكَ يَا مَوطِني


مِصرُ يَا حَبِيبَة
مَا أصْعبَ فُرَاقكِ عَلى نَفْسِي اليَوم
أكَادُ أطِيرُ شَوْقاً إليكِ قَبلَ أنْ أودّعَكِ

أعْلمُ بِأنِّي لَسْتُ وَفِياً
فَالوَفيُّ لا يَترُكُ مَحبُوبَهُ في وَقْتِ مِحْنَتهِ


ولكني أَعْتَذرُ إليكِ يَا غَاليَة
فَمَا أشد شَوْقِي لِلأهلِ والأحْبَاب
مَا أشد شَوْقِي إلى بَيْتِ اللهِ الحَرَام
وإلى مَسجِدِ رَسُولهِ عَليهِ الصَّلاةُ والسَّلَام


اعْذُرِيني يَا غَالية
أَعلمُ أني قَد أبتَعدُتُ عَنكِ أَعْوَاماً
ولَكنِي فِي الحَقَيقةِ أُبْعِدُتُ عَنكِ ولَمْ أَبتَعِد
هِي أَقدَارُ رَبي التّي لَيسَ لَنَا عَلَيهَا مِن سُلطَان


اعذُرِينِي حَبِيبَتِي
لَنْ أُطِيلَ عَنك الغِيَابَ مَرَّة أُخْرَى
فَالنَّفسُّ تَأبَى ورَبِّي


أيّامٍ قَلَائِل وأَعُودُ إلَيكِ وبِجِوَارَكِ أكُون
لأسْتَنشقَ عَبقَ الحُــــــرِّيَة
وأَرفعَ الرَّأسَ فَخْرَاً بِكِ


مِصـــرُ
قَلبِي سَيُرَافِقُـــكِ
لِسَانِي لَنْ يَمَلَّ مِن الدُّعَاءِ لَكِ
ولِشَعبكِ الحُر الأبِي


أبطالنا الثـــوار


عُذْرَاً لكُم
بجَسَدِي لَسْتُ مَعَكُم
ولَكنّ قَلبِي مَعَكُم
يُرَافقُكُم
أنَا فِي المَيْدَان
أنَا مَعَكُم
أنَا مِنكُم
أسْمَعُ هَمسَكُم
أشعُرُ بِأشْوَاقِكُم
أرَى أحْلَامَكُم
كَأنِّي وَاقفٌ مَعَكُم
بَلْ وكَأنِّي أُرَدِّدُ مَعَكُم
طِوَالَ الوَقت

ثَـــورَة ثَورَة حَتّى النَّصْر


امضُوا بِعَونِ الله و لَا تَنتَظِرُوا
امضُوا وانهَضُوا بِـأرضِ الكِنَانةِ

إنّهَا مِصرُ الحَبِيبةُ فَانطَلِقُوا
بِكلِّ قُوَّةٍ
بِكُلِّ عِزةٍ
بِكُلِّ ثِقَةٍ وأمَلٍ وإيمَانٍ بِـالله
وتَرَقّبُوا النّصْرَ المُبِينَ بِعَونِ الله


لَن أُودِّعَكِ يَا غَالِية
فَأنتِ بِـالقَلبِ مَعِي
وسَأعُودُ بِكِ


أسْأَلُ الله أنْ يَحمِيَكِ
وأنْ يَحْفَظَكِ مِنْ كُلِّ شَر
وأنْ يُقدّر لَكِ الخَيرَ حَيثُ مَا كَان


وأدعُوهُ جَلَّ وعَلَا أنْ يُبعِدَ عَنكِ أيدِ العَابِثِين الحَاقِدين
وأنْ نَرَى رِقيّكِ ونَهضَتكِ قَرِيبَاً بِعَوْنِهِ


عِشتِ يَا مِصرُ حُرّةً بِشَبَابِكِ


لِسَانِي يَهْمِسُ إليْكِ الآنَ بِحُزنٍ


سَلَام يَا بَلَدِي سَلَام
رَاجِع لِك تَانِي مَا فِيهَاش كَلَام

~~~

الأربعاء، 6 يوليو 2011

حَنِيــــــن


   حَنِينٌ يَدفعُنِي للُقيَا بَيتِ الله الحَـــرَام
   يتُوق قَلبـــــي إليهِ
    وإلى إلى رِحَابهِ الطّاهِــــرة ~
أهفُو شَوقاً للطّوافِ بالكَعبَة ،لِــ رَشفَةٍ مِن مَــاءِ زَمــــزَم

               أتذَكرُ نَسَمَاتِه              
فَأحلُمُ أن استَنِدَ عَلى أحدِ جُدرَانِه،وأشتمُّ ذَاكـَ العَبقَ الرّائِـــع
أطمعُ في عَفـــوٍ و مَغـفِــــــرةٍ مِنَ الله
فـــ صَـــلاةٌ هُناكـَ بمائة ألفِ صَــلاة ~
 
قريباً يا بَيتَ الله لَنا لِقَــاء ،وأدعُو الله أنْ أحيَا حَتَى ذاكَ اللّقَـــــاء
~~~

الأربعاء، 15 يونيو 2011

ياآآ الله~


الحمد لكَ ربي حمداً حمــداً
والشكر لكَ شكراً شكراً
الحمد لك ربي حمداً دائماً طاهـراً طيباً مباركاً
ملء السموات وملء الأرض وملء ما بينهما
وملء ما شئت من شيء بعد
الحمد لك ربي
يا من تواضع كل شيء لعظمتك
الحمد لك ربي 
يا من استسلم كل شيء لقدرتك
الحمد لك  ربي
يا من ذل كل شيء لعزــك
الحمد لك  ربي
               يا من خضع كل شيء لملكك                
إلهي أدعوك دعاء من اشتدت فاقته وضعفت قوته وقلت حيلته 
دعاء الغريق المضطر،البائس الفقير
الذي لا يجد لكشف ما هو فيه من الذنوب إلا أنت
يا من أظهر الجميل،وستر القبيح
يا من لا يؤاخذ بالجريرة،يا من لا يهتك الستر
يا عظيم،يا حسن التجاوز يا واسع المغفرة،يا باسط اليدين بالرحمة
يا باسط اليدين بالعطايا ،يا سامع كل نجوى،يا منتهى كل شكـوى
يا كريم الصفح،يا عظيم المن
يا مقيل العثرات،يا مبتدئاً بالنعم قبل استحقاقها
اغفر لي،وارضى عني،وتب علي
ربي ضاقت بي الأرجاء وليس لي سواك فيغفر
ربي ما عدت أحتمل ذنبي
جسمي أرهقته الذنوب
وقلبي شغف للتوبة
فـ اقسم لي ربي من خشيتك ما يحول بيني وبين ذنـبي
فقلبي مرهق~
ربي هب لي من رحمتك فرحاً ينسيني كل أوجـاعي
وأمدد في عمري،لأخلع ثوب الخطايـا 
وألبس ثوباً جديداً لا أخجل أن ألتقيكَ به
يآآ رب ،هذه دمعة محب،وزفرة مقصر،وأنة مذنب،وابتهال منكسر
اللهم فرج هم كل مهموم،وأزل الغم عن كل حزين
اللهم رحمتك أرجـو
فأصلح لي حالي ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين أو أقل من ذلك
اللهم وفقني لكل خير ,ووفقني لما فيه صلاح ديني ودنياي وأهلي ومالـي
اللهم أصلح أحوال بلاد المسلمين
ووفقهم إلى ما فيه خير البلاد وصلاحها
اللهم احفظ مصر من كل شر
وارزق أهلها الحاكم الصالح العادل الذي يخشاك
اللهم وجنبها الفتن،وانشر أمنك وأمانك بأرجائها
اللهم وكن مع أخواننا في ليبيا وسوريا واليمن
أنصرهم ربي على المتجبرين الظالمين
الذين استباحوا دمائك,وعاثوا فساداً
اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك
اللهم كن لنا ولياً ونصيراً،وكن لنا معينا ومجيراً،إنك كنت بنا بصيراً
   اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة،وقنا عذاب النار
  وصلي اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد
وعلى آله وصحبه وسـلم
والحمد لله رب العـالميـن.


الأربعاء، 8 يونيو 2011

تُؤمِّـــــلُ


                         تُؤمّل أنكَ يَوماً تتوب 
                  وتَشْكو الذنُـــــوبَ وأنتَ الذَّنـــــوب
      وفي كُل يَومِ تَبُوء بِذَنبِ وعَيبِ يُضَافُ لباقي العُيُـــوب


                        تُؤمّل أنكَـ تَحْيَا طَويلاً
                  وشَمسُك مَالت وحَــانَ الغُــــرُوب
         أتُخفـــــي السّنيــــــنَ مَعَ الأربَعِـــيـــــــــــــــن ..!
                           
                 فكَيفَ سَتُخفِي اشتِعَالَ المَشِيب..؟!

                      بقَلبكَ تَبدُو نَدُوبَ الجِرَاح
                   وهَيْهَاتَ يا صَاحِ تُخفِي الندُوب

               أتهجُـــــــرُ دَرْبَ الهُدَى والصّـــــلََاح
                    وتَرحَلُ في مُهلِكَاتِ الدُّرُوب
                            
                فَسِــــــر للكِتَابِ بدَربِ الصّحَــــــــاب
                   وذُقْ بالمَتَابِ رَحِيقَ الطّيــوب

        تُؤجّلُ تَوبَكَ دَوماً ولَستَ  تُؤجّلُ يَومَاً لِقَاءَ الذّنُــوب 

   فَسِر للكِتَابِ بِدَربِ الصِحَاب وذُق بالمتاب رَحِيقَ الطَّيُـــــوب


*كلماتٌ من أجمل ما سمعت أذنـــــــي
اخترقت قلبي ووضعتها أمام ناظري
من أداء المنشد المبدع،ذا الحنجرة الذهبية / محمد العمري
أضفتها هنا لعلها تروق لكم كما راقت لي.





الثلاثاء، 10 مايو 2011

صَباحُ الحُـــزن

 
صباح الحزن,هكذا أسميتُ ذلك الصباح
,استيقظت من نومي باكراً جداً وكغير عادتي,اتجهت إلى التلفاز مباشرة أيضاً كغير المعتاد ,جلست أمامه بكل هدوء ,ضغطت زر التشغيل,وكان ذلك الخبر أول ما رأته عيني,حيث كانت آخر قناة أُغْلِقَ عليها التلفاز هي أحدى القنوات الإخبارية
تريثتُ قليلاً لعدم إلمامي بالموضوع بصورة جيدة,وكان الخبر غير مؤكدٍ حين ذاك..
وما هي إلا دقائق حتى ظهر بأسفل الشاشة ,,"الرئيس الأمريكي سيلقي خطاباً للعالم بعد لحظات"
واتضح لي أنه قد تأخر ساعة كاملة عن ميعاد خطابه الذي قُرر وأُعْلِنَ عنه
وفعلاً خرج ذلك الإفريقي في منتصف الليل بالتوقيت الأمريكي ,مخاطباً العالم أجمع
عن هذه الجريمة النكراء, ليبشر أمثاله من الجبناء عن تلك الجريمة التي ارتكبها,,
بدأ يخرج كلماته التي أشعر أنها كلمات المهزوم الذي افتقد لذة النصــــر
كان يحاول أن أن يُوهم نفسه الضعيفة بأنها انتصرت,بِرَبط الكثير من الجرائم بذلكَ البطل المجاهد,التي لا نعلم سوى أنها ملفقة من قبلهم لتشويه صورة الإسلام, واستغلال أوضاع بعض البلاد الإسلامية وثرواتها,,
تلك المخططات اليهودية التي لا يشك بها أي مسلم.


أخذ يهذي ذاكـَ الإفريقي ,,ولعل هذه الكلمة هي أكثر ما لفت انتباهي ببداية خطابه,,وبسياق معناها :
{نود أن نوصل رسالة لأمثاله,أننا بقدر قوتنا نستطيع أن نفعل أي شيء نريده}
ولا أعلم كيف تحولت صورة هذا الإفريقي في مخيلتي بطريقة غير مسبوقة,فعقلي رسمهُ لي بصورة طفل ,بعدما حَصُل على لعبته بصعوبة,وهو في الحقيقة لم يحصل عليها ,لأنها كُسرت أثناء مُحاولاته بأخذها.


أرى عَظمة ذلك الشهيد المُجاهد أمام هؤلاء الجبناء الذين انحنوا خوفاً منه،،
كم كان يقف في حلقهم كالمسمار المتين !!
كم أخاف ذلك البطل كبراء العالم ،أقصد جبناء العالم

بحثت كثيراً عن تاريخ هذا البطل المجاهد ،حاولت أن أجمع وأزيد عن ما أعرفه عنه منذ سنواتٍ مضت..
استوقفتني نشأته،فقد كان شاباً مدللاً ,إبناً لرجلِ من أغنياء الجزيرة العربية ,لديه ثروة ورثها عن أبيه, بإمكانه أن يفعل بها ما يشاء,ويريح بها نفسه الكثير من عناء هذه الحياة.

أثناء تجولي

نظرت إلى صورة عجيبة ,يظهر فيها المجاهد وهو يأكل مع بعض أصدقائه في أحد الكهوف ,وليس أمامهم سوى صحن من الطعام ويلتفون حوله جميعاً.

تقطع قلبي من ذلك المنظر,,



كيف لهذا الرجل أن يبع شبابه وحياته وعمره رخيصاً هكذا ؟؟!!
كيف لتلكَ النفس البشرية أن تتخلى عن كل متاعِ للحياة قد وهبها الله إياهـا ؟؟!!

أظنه لم يرى في مخيلته إلا نعيم الجنة وفردوسها الأعلى,فسقط بنظره كل نعيم من نعيم الدنيا ,وكل هوى زائف لا يدوم سوى أيـــــام ,,


تجولت كثيراً في حياة ذلك الرجل,هو حقيقة ليس برجل واحد,بل هو والله أمة كاملة ,برحيلهم ترحل أمة,فما أحوجنا إلى هكذا رجال,باعوا الحياة رخيصة من أجل رفع راية الإسلام،، 
قد أكون مختلفاً معهُ في بعضِ اجتهاداته ،ولكن يكفيني زهده في الحياة ،فهو اشترى الدار الآخرة على الدنيا،
وهؤلاء أعتبرهم قلة قليلة في هذا الزمان,فلا يمتلك هذا الإيمان وهذا الزهد سوى القليل القليل.
وما أعظم دهشتي عندما اكتشفتُ أنه ممن يمتلكون القدر الكبير من علوم الدين وسيرة النبي,فعندما تستمع إليه ,تدمع عينك اشتياقاً إلى الشهادة في سبيل الله ,وإلى الجهاد ولذته.

أنظرُ بأسفٍ في تلكـَ الصور
ما أجمل ذلك الوجه السّموح المُنير,, ما أروع تواضعه وزهده,ما أجمل ابتسامته التي أراها تخرج من داخله بكل ثقة,,


أقول الآن بلساني بصوتٍ خافت ,,رحمك الله يا شهيد الأمة ,,
ولا تخف ,فلقد خلفت ورائك أبطالاً وأبطالاً تعلموا في مدرستك المميزة,,
تعلموا معنى الزهد,,
تعلموا قمية هذه الدنيا الفانية ,,
لا تبالي فحياتهم لن تساوي شيئاً من أجل إكمال ذاكـَ الطريق ,وتلك الرسالة العتيقة,,التي ظللنا وسنظلّ نؤمن بها.